الاخوان المسلمين
لاخوان المسلمين حركة حديثة المنشأ , غايتها معروفة للعامة , وهو الوصول إلى الحكم أو على أقل تقدير إلى صنع القرار السياسي , بغض النظر عن الطريقة والكيفية , بل بإهمال العلم وما أتت بهِ الشريعة .
مع العلم أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم عرض عليه ربنا أن يكون ملكاً نبياً مما يسهل عليه الدعوة إلا أنَّه رفض , وعرض عليه المشركون أنَّ يكون عليهم ملكاً كذلك فرفض , ولكن يأبى الاخوان إلا أن يقوموا بحركات إنقلابية وتفجير لزعزعة الأمن أو للمطالبة بصنع القرار السياسي للدولة وبأي طريقةٍ كانت وإن تنازلوا حتى عن بعض الأحكام الشرعية .
الجانب العلمي للاخوان : لا يوجد علماء لدى الاخوان على وجه الحقيقة , بل اشتهر عنهم ترك العلم لما في طلب العلم من تفريق وتصفية وبيان للحق في تنقية الصف الإسلامي وتصفية الأحاديث مما يشوبها والذي يعتمد عليها كثيرٌ من الفرق الضالة التي حادت عن السبيل .
وانظر مثلاً إلى أفضل المعتدلين من الاخوان في كتابهِ { لا إله إلا الله عقيدةً ومنهجاً } رقم الصفحة مئة وأربعة وسبعون يستهجن محمد القطب أعدل الاخوان وأقلهم حدةً , يستهجن عمل من يقوم بتحقيق المخطوطات القديمة , بل ويستنكف أن يسميهم علماء .
بل وبعضهم يُسمي محمد قطب بالسلفي , وقس على ذلك كثير من علمائهم ممن يهمِّش العلم الشرعي ويلجأ للقصص والأدبيات .
بوضوح أكثر , الاخوان فيهم من الأدباء كالسباعي والبنا وقطب , ولكن عالم ربَّاني لا يوجد .
والبعض يقول أنَّ جبهة الإنقاذ في الجزائر ليس لها علاقة بالاخوان كمنهج وكطريقة , وهذا لعمري من التمويه المكشوف , فهذا القائد في الجبهة الهاشمي سحنوني يُطلق على كل من لم يكفِّر حكام المسلمين بالمرجئي , وعندما سأله الشيخ عبدالملك الجزائري { المعلم في المدينة المنورة } من أين جئت بهذا الكلام فقال : من محمد قطب وعبدالرحمن عبدالخالق .
ولنعود قليلاً إلى العلم والتحصيل العلمي , إنَّ الناظر في كتاب ظلال القرآن وكلام سيد قطب بوصفهِ الآيات بالتناغم الموسيقى ومافي ذلك من قلة أدب , ثم ينظر القارئ قليلاً ويتبصر في تفسير سورة الإخلاص , سيجد أنَّ الرجل في سورة الإخلاص تحدث وبوضوح عن وحدة الوجود وأقرها , وهي أنَّ الله ينزل في كل المخلوقات , وأنَّ الله أنا وأنت , تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً .
كيف يرى الاخوان اليهود والنصارى : البعض استغل الصلح الذي أفتى بهِ العلامة ابن باز ليطعن بهِ رحمهُ الله , ولكن صلح المسلمون مع اليهود كان بدليلٍ وقرينة , فالمسلمين ضعفاء ولا حيلة لهم أمام أولئك القوم , فالصلح ما يقول بهِ النص والعقل .
فهذا النبي صلى الله عليه وسلم قام بصلحٍ في المدينة وأقام بصلحٍ مع مشركي مكة , فالصلح الذي مصلحة المسلمين مطلوب , والحاصل الآن في فلسطين هو قتل على مدار الساعة وتشريد وتخويف , فمن المصلحة الصلح والهدنة .
ولكن لم يقل الشيخ ابن باز أن اليهود والنصارى إخواننا في الدين , وتربطنا معهم أخوة الإيمان , وأنَّهم ربما يدخلون الجنة !
فلو قرأت للقرضاوي أو حتى كلَّفت نفسكَ وجلست تشاهده على قناة الجزيرة لرأيت العجب العُجاب , لرأيت الرجل يهذي ويقول أنَّ اليهود أقرب لنا من النصارى .
وأنَّ النصارى واليهود إخواننا في الإيمان , بل لنقرأ بيان الاخوان المسلمين في مجلة الاخوان الأولى والتي أظن أنَّ أحد أعضاء الاخوان هنا عندنا كان رئيسها أو نائب الرئيس لا أتذكر بالضبط , انظر ماذا يقولون بتاريخ إصدارها المؤرخ بــ 25 رمضان 1415 صفحة رقم أربعة , يقولون { وموقفنا من إخواننا المسيحين في مصر والعالم العربي موقف واضح وقديم ومعروف , لهم ما لنا وعليهم ما علينا , وهم شركاء في الوطن , وإخوة في الكفاح الوطني الطويل , لهم حقوق المواطن المادي والمعنوي , والمدني منها والسياسي ……… ومن قال غير ذلك فنحن بُرءآء منه ومما يقول ويفعل } المصدر السابق .
واقرأ معي كلام حسن البنا من مصدره كتاب الاخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ لعبدالحليم محمود ينقل كلام حسن البنا الذي يقول { فأقرر أن خصومتنا لليهود ليست دينية , لأنَّ القرآن حضَّ على مصافاتهم ومصادقتهم , والإسلام شريعة إنسانية قبل أن تكون شريعة قومية , وقد أثنى القرآن عليهم وجعل بيننا وبينهم إتفاقاً { ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن } وحينما أراد القرآن الكريم أن يتناول مسألة اليهود تناولها من الواجهة الاقتصادية والقانونية } .
أي تعليق ممكن أن أعلق على هذا الكلام فيه ! بل وقد سمع الجميع كلام الاخواني القرضاوي على قناة الجزيرة عندما قال نفس الكلام وكأنَّها شنشنة نعرفها من أخزم , وقال بأنَّ قضيتنا مع اليهود فقط قضية أرض , يخرجوا وينتخى الأمر , فأيننا من قولهِ تعالى { ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم } وهذا على هامش النص الإلهي المُحكم الثابت , فما بالك بالواقع المرئي من قتل وسفك دماء .
وما الدنمارك وألمانيا وإيطاليا وأوربا والصليبيين عنَّا ببعيد , وما أفعال اليهود بفلسطين عنَّا ببعيد , فالمسألة ليس كما فهموا , بل كما قالها الله { حتى تتبع ملتهم } وهذا في حق الرسول صلى الله عليه وسلم , فما بالك بمن هو أدنى من ذلك مثلي ومثلك أيها القارئ !
[/center][/size][/b]