صابر01 عضو جديد
عدد المساهمات : 14 نقاط : 5622
| موضوع: اخي ...اختي... هذه عقيدتنا ... الجزئ الثاني ... الجمعة أغسطس 07, 2009 7:37 am | |
| الفصل الثاني
في بيان مصادر العقيدة ومنهج السلف في تلقيها
العقيدة توقيفية ؛ فلا تثبت إلا بدليل من الشارع ، ولا مسرح فيها للرأي والاجتهاد ، ومن ثَمَّ فإن مصادرها مقصورة على ما جاء في الكتاب والسنة ؛ لأنه لا أحد أعلمُ بالله وما يجب له وما ينزه عنه من الله ، ولا أحد بعد الله أعلمُ بالله من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولهذا كان منهج السلف الصالح ومن تبعهم في تلقِّي العقيدة مقصورًا على الكتاب والسنة .
فما دلّ عليه الكتاب والسنة في حق الله تعالى آمنوا به ، واعتقدوه وعملوا به . وما لم يدل عليه كتاب الله ولا سنة رسوله نفَوْهُ عن الله تعالى ورفضوه ؛ ولهذا لم يحصل بينهم اختلاف في الاعتقاد ، بل كانت عقيدتهم واحدة ، وكانت جماعتهم واحدة ؛ لأن الله تكفّل لمن تمسك بكتابه وسنة رسوله باجتماع الكلمة ، والصواب في المعتقد واتحاد المنهج ، قال تعالى : وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا .
وقال تعالى : فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى . ولذلك سُمُّوا بالفرقة الناجية ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - شهد لهم بالنجاة حين أخبر بافتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا واحدة ، ولما سئل عن هذه الواحدة قال : هي من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي .
وقد وقع مصداق ما أخبر به - صلى الله عليه وسلم - فعندما بنى بعض الناس عقيدتهم على غير الكتاب والسنة ، من علم الكلام ، وقواعد المنطق الموروثَيْن عن فلاسفة اليونان ؛ حصل الانحرافُ والتفرق في الاعتقاد مما نتج عنه اختلافُ الكلمة ، وتفرُّقُ الجماعة ، وتصدع بناء المجتمع الإسلامي .
الفصل الثالث
في بيان الانحرافِ عن العقيدة وسبل التوقي منه
الانحراف عن العقيدة الصحيحة مهلكة وضياع ؛ لأن العقيدة الصحيحة هي الدافع القوي إلى العمل النافع ، والفرد بلا عقيدة صحيحة يكون فريسة للأوهام والشكوك التي ربما تتراكم عليه ، فتحجب عنه الرؤية الصحيحة لدروب الحياة السعيدة ؛ حتى تضيق عليه حياته ، ثم يحاول التخلص من هذا الضيق بإنهاء حياته ولو بالانتحار ، كما هو الواقع من كثير من الأفراد الذين فقدوا هداية العقيدة الصحيحة .
والمجتمع الذي لا تسوده عقيدة صحيحة هو مجتمع بهيمي يفقد كل مقومات الحياة السعيدة ؛ وإن كان يملك الكثير من مقومات الحياة المادية التي كثيرًا ما تقوده إلى الدمار ، كما هو مشاهد في المجتمعات الكافرة ؛ لأن هذه المقومات المادية تحتاج إلى توجيه وترشيد ؛ للاستفادة من خصائصها ومنافعها ، ولا موجه لها سوى العقيدة الصحيحة ؛ قال تعالى : يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا .
وقال تعالى : وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلًا يَاجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ . فقوة العقيدة يجب أن لا تنفك عن القوة المادية ؛ فإن انفكت عنها بالانحراف إلى العقائد الباطلة ، صارت القوة المادية وسيلة دمار وانحدار ؛ كما هو المشاهد اليومَ في الدول الكافرة التي تملكُ مادة ، ولا تملك عقيدة صحيحة .
في الموضوع القادم باذن الله نتعرض الى اسباب الانحراف العقدي وطرق تجنبه والعودة الى العقيدة الصحيحة السليمة .... نسال الله الاخلاص في القول والعمل ... | |
|
روان المسك عضو مجتهد
عدد المساهمات : 176 نقاط : 6001 العمر : 38
| موضوع: رد: اخي ...اختي... هذه عقيدتنا ... الجزئ الثاني ... السبت أغسطس 08, 2009 11:23 am | |
| | |
|