نسيبة عضو
عدد المساهمات : 36 نقاط : 5705 العمر : 35 المهنــــة :
الـــبلد :
| موضوع: من جهاد الرسول الاعظم الثلاثاء أغسطس 11, 2009 7:37 am | |
| من جهاد الرسول الأعظم محمد ص وكفاح أخيه ووصيه الإمام أمير المؤمنين ع انطلقت أشعة النور التي سناها من سماء الجزيرة العربية، وامتدت موجاتها المشرقة إلى أمم العالم وشعوب الأرض وهي تحمل التحرير الكامل لفكر الإنسان وإرادته وسلوكه، وتقدم له منهجاً متطوراً وإصلاحاً شاملاً لجميع مناحي حياته، التي منها إشاعة العلم وإقصاء الجهل وتنمية العقل ورفع مستوى الإنسان من مساوئ الحياة إلى حياة تزدهر بالوعي والنور. من فم الرسول ص ارتفعت كلمة في دنيا الوجود إنها كلمة التوحيد التي تحمل جميع ألوان التحرر للإنسان وتحسم جميع ألوان العبودية لغير الله تعالى خالق الكون وواهب الحياة، وتبنى الرسول ص بصورة إيجابية كلمة التوحيد وأعلنها في مكة، وحمل لواءها وصيه وباب مدينة علمه، وهو يلوح بها في فضاء مكة التي بانت موئلاً للأصنام ومركزاً لجهل الإنسان وخرافاته. وهبت في وجه الرسول ص الأسر العاتية من قريش مجمعة على إخماد نور الرسالة، ولف لواء القرآن وإعادة الجاهلية إلى مجتمعها، فانبرى إليهم بطل الإسلام الخالد الإمام أمير المؤمنين بشجاعته النادرة محامياً عن النبي ص ومدافعاً عنه فكان القوة الضاربة التي وقفت إلى جانب الرسول ص وحمته من شرّ أولئك الأشرار. وليس في دنيا الإسلام وغيره شخصية تضارع شخصية أبي الحسن في مواهبه وعبقرياته وسائر ملكاته التي استوعبت – بشرف وفخر – جميع لغات الأرض , وتحدث عنها العلماء بإكبار وإعجاب , وكان من جملة مواهبه إحاطته الكاملة بأسرار الشريعة وأحكام الدين فكان فيها العَلَم البارز. ولم تقتصر مواهبه وطاقاته العلمية على فقه الشريعة وأحكام الدين وإنّما كانت شاملة لجميع شؤون الكون في فضائه وكواكبه ومجرّاته , وهو القائل (( سلوني عن طرق السماء فإنّي أعلم بها من طرق الأرض...)). إن هذا العملاق العظيم قد بهر العالم بعلومه ومواهبه التي لا تخضع للحضر.... وقد أراد أن يقيم في هذا الشرق العربي صروحاً للعلم بجميع صوره وأنواعه , ويؤسس مراكز للتطّور والتقدّم التكنولوجي , ويشيع العلم والمعرفة في العالم الإسلامي , ولكنّ العتاة الظلمة وقفوا أمام تطلعاته ورغباته كما وقفوا من قبل أمام أخيه وابن عمّ الرسول ص , فسعوا مجمعين جاهدين إلى إفشال مخطّطاته ووضعوا أمامه الحواجز والسدود. لا أعتقد أن شخصية في التاريخ الإنساني اختلفت فيها آراء الناس كشخصية الإمام ع فقد تباينت فيها آراء محبّيه ومبغضيه واختلفوا فيه كأشدّ ما يكون الاختلاف , فقد غالى فيه بعض محبّيه علوّاَ فاحشاَ , وأسرفوا إسرافاَ مقيتاَ , فزعموا أنّه المدبّر لهذا الكون والموجد للحياة دفعهم – فيما أحسب – إلى هذا الغلوّ الفاحش ما رأوه من سموّ ذاته وسعة علومه وشجاعته النادرة وبسالته في الحروب واندفاعاته نحو الحقّ , فاعتقدوا جازمين بإلهيّته. وأفرط آخرون في بغضه وكراهته , فذهبوا إلى كفره ومروقه من الدين لأنّ الإمام قد وترهم وأباد آباءهم في سبيل الإسلام , وهؤلاء هم النواصب... وتبعهم الخوارج في بغض الإمام وهم الذين أرغموه على قبول التحكيم حينما أحرزت جيوشه النصر الحاسم على معاوية وصار في متناول أيديهم , فرفع أصحابه المصاحف ففتنوا بها, ودعوه إلى تحكيمها , فيما شجر بينه وبين معاوية من خلاف , عرّفهم الإمام أنّهم إنّما رفعوا لمصاحف غيلة ومكراَ , وأنّهم لا يؤمنون بالقرآن ولا يدينون بأحكامه فلم يستجيبوا له , وشهروا سيوفهم ورماحهم في وجهه , وأرغموه على التحكيم , ولمّا استبان لهم ضلال ما ذهبوا إليه حكموا بكفره لأنّه استجاب لهم أوّلاَ , وقد امتحن الإمام ع بهم كأشدّ ما يكون الامتحان , فقد جرّعوه نُغَبَ التهام – على حدّ تعبيره - , ومنذ ذلك الوقت أيقن بأُفول دولة الحقّ واستعلاء كلمة الباطل لأنّه لم تكن له قوّة يركن إليها. وبقي في أرباض الكوفة يصعّد آهاته وأحزانه حتى وافته المنيّة على يد مجرم باغ أثيم من الخوارج. وعلى أية حال فالغلاة والنواصب والخوارج خارجون عن هدي الإسلام ومارقون من الدين ولا نصيب لهم من هدي القرآن. | |
|