السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
تابع مكانة المرأة في الإسلام 3
شبهات حول المرأة في الإسلام :
بالرغم مما تقدم من وضع المرأة المتميّز في الإسلام، فقد أُثيرت حوله شبهات،في : الشهادة، والميراث، والدية، والعمل، وتعدد الزوجات. والجواب عليها : بالنسبة للمسلم فإنه يعلم أن هذه الأحكام جاءت في القرآن الكريم، وفي السنة الصحيحة،فهو يؤمن بها ولا يعارضها، لأنه يعلم أنها من الله العليم الخبير الذي خلق هذا الكون وخلق الرجل والمرأة،وليست هذه الأحكام من البشر،ولم يأت بها محمد صلى الله عليه وسلم من عنده، قال تعالى : (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) [النجم: 3-4] والله تعالى يعلم الغيب والشهادة، ويعلم ما يصلح الإنسان ومالا يصلح له ،وأما الكافر فهو لا يؤمن بالوحي الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم أصلا لذلك فهو يعترض، وقد ينطلي كلام الكفار على بعض ضعاف النفوس من المسلمين،لذلك لابد من الرد العلمي على تلك الشبهات التي انتشرت وأَثّرَتْ في أولائك. أول نقطة يجب التسليم لها هي اليقين بأن هناك فروقا بين المرأة والرجل نتيجة لمقتضيات طبيعية ونفسية،أثبت ذلك القرآن الكريم،والسنة الصحيحة،والتجارب النافعة،والطب، وعلم النفس،ولاينكر تلك الفروق إلا مكابر أو متكبر .
ذكرت مجلة الديار اكتشافا مذهلا، مؤداه أن هناك اختلافا بين دماغ الرجل ودماغ المرأة من حيث الكفاءات الذهنية الناتجة عن ذلك الدماغ، ومعنى هذا أن هناك (دماغ ذكر) و (دماغ أنثى )، و يقسم العلماء الدماغ البشري إلى قسمين : قسم أيمن،و قسم أيسر، ويؤكدون أن القسم الأيمن لدى الرجل هو أقوى منه لدى المرأة،ماذا يعني هذا ؟ الدماغ هو عضو مؤلف من أنسجة رخوة، تتشعب فيها الأوعية الدموية الرفيعة و الأعصاب التي تحمل الإحساسات من الخارج إلى الداخل، و تحمل أوامر الدماغ إلى سائر الأعضاء في الجسم كي تقوم بوظيفتها. هذا من الناحية التكوينية للدماغ،أما من ناحية العمل الفزيولوجي للدماغ، فقد تبين للعلم الحديث أن الدماغ يقسم إلى مناطق و كل منطقة تقوم بمهمة أو مهمات معينة .و قد تـأكدت هذه النظرية مؤخرا بعد أن تمكن العلماء من تصوير الدماغ و هو يقوم بوظائفه المختلفة . و ذكرت الكاتبة أن أبرز من عمل في هذا الحقل هو الدكتور دافيد انغمار السويدي الذي يعمل في جامعة لوند في السويد. استعمل الدكتور انغمار غاز كزينون الذي يذوب في الدم و يولد إشعاعات (غاما) و ذلك لتصوير الدماغ، وهو يقوم بمهمات مختلفة. فهو يحقن الإنسان ببعض (الكزينون) الذي يذوب،و ينتقل عبر الأوعية الدموية إلى الدماغ وتنتقل صورة ما يحدث في الدماغ عبر (32) سماعة مثبتة في أنحاء مختلفة من الرأس إلى ) كمبيوتر( يقوم بتحليل تلك الصورة،و تحديد نوعية العمل الذي يقوم به الدماغ في تلك اللحظة،و الركن الذي يصدر عنه ذلك العمل . ولاحظ الدكتور انغمار كل عمل يقوم به الدماغ يصدر من مكان مختلف من الدماغ .....، و إذا ازدادت كثافة ذلك العمل، ازدادت الرقعة العاملة من الدماغ دون أن يتغير مكانها. و أمكن الآن تحديد الأماكن التي تقوم بشتى أنواع النشاطات،فهناك ركن خاص بالقوى النظرية و السمعية و تلك الناتجة عن اللمس. بينما يتركز الإحساس الناتج عن طريق الشم في مكان آخر، إن للتفكير زاوية، و للقدرة على النطق زاوية أخرى، و كذلك القدرة على القراءة و الحساب و ضبط حركة الجسم العضلية،و توجد زاوية للانفعال النفسي، أي للغضب و العنف،أو العطف والحنان. وانطلاقا من ذلك كله تبين للعلماء مؤخرا أن الشطر الأيمن من الدماغ يعمل بصورة أنشط عند الذكر، بينما يعمل الشطر الأيسر لدى الأنثى بنشاط أكثر من الشطر نفسه عند الذكر. هذا و تجدر الإشارة إلى أنه في الشطر الأيمن تتركز المناطق الخاصة بالإحساس السمعي باللحن و الأصوات،و تلك الخاصة بفهم الرسوم و شمول الرؤيا وتقدير المسافات،و العلاقات بين الرموز. و هذا ما يفسر إذن تفوق الرجل في الرياضيات و الهندسة و الموسيقى،أي في المجالات النظرية التي تتعامل بالرموز،و علاقة بعض تلك الرموز ببعضها الآخر.
أما الشطر الأيسر فتتركز فيه القوى السمعية الخاصة بالتقاط الكلمات و الألفاظ و حفظها و كذلك قراءة تلك الكلمات و الأحرف، ومن هنا نشأ تفوق المرأة في المجالات الأدبية،و في التعامل مع الأشياء الملموسة . ويحق لنا هنا أن نردد قوله تعالى :سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [فصلت: 53] . (من كتاب المرأة بين دعاة الإسلام وأدعياء التقدم، للأشقر ص57-59).