الإسلام اليوم/ الرياض
في جنازة مهيبة ووسط زحام شديد.. شيع آلاف السعوديين، ظهر اليوم الثلاثاء، جنازة العلامة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين عقب الصلاة عليه في جامع الإمام تركي بن عبد الله وسط العاصمة الرياض.
وازدحمت شوارع الرياض المؤدية إلى جامع الإمام تركي بن عبد الله وأغلقت كثير من المنافذ ؛ بسبب كثافة المصلين على جنازة الشيخ ابن جبرين، وهو ما دفع كثيرين للسير على الأقدام للوصول إلى المسجد.
وشارك الأمير سطام بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض بالنيابة في صلاة الجنازة على فضيلة الشيخ وكذلك الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار و الأمير سعود بن سلمان بن عبد العزيز و وأشقاء وأبناء الفقيد وجموع غفيرة من المواطنين.
وبسبب كثرة المشيعين استغرق خروج الجنازة من بوابة المسجد أكثر من 20 دقيقة، حيث توجهت إلى مقبرة العود حيث سيواري الثرى.
وكان العلامة الشيخ عبدالله بن جبرين قد توفي في تمام الثانية من بعد ظهر أمس الاثنين في قسم العناية المركزة بمستشفى الملك فيصل التخصصي للأبحاث بالرياض، متأثرًا بإصابته بالتهاب في الرئة نتيجةً لمضاعفات حدثت له بعد عملية في القلب أجراها منذ ستة أشهر.
ونقلت صحيفة "الوطن" الصادرة اليوم عن زبن بن جبرين (شقيق الشيخ) القول: إن حالته- رحمه الله- كانت مستقرة حتى مساء الأحد (أول من أمس) ثم تعب بعدها إلى ظهر الاثنين (أمس) حيث توفي ونزعت عنه الأجهزة، وأبناؤه وإخوانه يلتفون من حوله.
وعن معاناته مع المرض خلال الأشهر الستة الماضية قال: إن الشيخ أبو محمد عانَى كثيرًا مع المرض بالرغم من نجاح العملية التي أجرها في القلب، إلا أنه تعرض بعدها بأسبوع إلى مضاعفات وصعوبة في التنفس أدّت إلى إصابته بالتهاب رئوي، مما استدعى عمل فتحة للأكسجين في القصبة الهوائية، وسافر إلى ألمانيا وبقي هناك لمدة شهر رافقه أبناؤه الثلاثة واثنان من إخوانه، ثم عاد وبقي في العناية بمستشفى التخصصي، ولم يكن يستطيع الحديث بسببها، ولكنه كان ينظر إلينا ويعرفنا ويعي كل ما حوله.
وعن حياته رحمه الله أضاف شقيقه: إن الشيخ أبو محمد عاش حياة بسيطة حيث كرس كل وقته للعلم والدروس والمحاضرات ولم يفوت منها شيئًا، وكان يلقي محاضراته ودروسه في جامع الراجحي ولم تنقطع إلا بعد دخوله المستشفى، وفي فصل الصيف كان يقوم برحلة داخل المملكة ينطلق فيها من الرياض إلى مكة ثم إلى الطائف وجدة والجنوب ثم يعود إلى الرياض مع مرافقيه، ثم إلى شمال المملكة وإلى المنطقة الشرقية والقصيم، وهي رحلات كانت كلها لإلقاء الدروس والمحاضرات، ومن الأشياء التي يحرص عليها أيضًا الذهاب إلى مكة المكرمة بعد العشر الأوائل من رمضان، ويبقى هناك حتى العيد.
وأضاف: أيضًا (رحمه الله) كان يهتم بزيارة المرضى من المعارف والأقارب ومن يسمع عنه أنه مريض في منزله أو في المستشفى، وخصص يومًا في الأسبوع يزور فيه أقاربه ومعارفه من المسنين في منازلهم أو في الأماكن التي يتواجدون فيها.
نسأل الله أن يتغمد العلامة الشيخ عبدالله بن جبرين برحمته وأن يجزيه عن المسلمين خير الجزاء وأن يجعله مع السفرة الكرام البررة في الفردوس الأعلى من الجنة إنّه ولي ذلك والقادر عليه. وإنا لله وإنا إليه راجعون.