الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف الخلق والمرسلين ، اما بعد
- عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مثل الذي يقرأ القرآن كالأترجة طعمها طيب وريحها طيب ، والذي لا يقرأ القرآن كالتمرة طعمها طيب ولا ريح لها ، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها ) متفق عليه ، والأترجة ثمرة طيبة الرائحة والمذاق
يلزم تعلم علم التجويد لكل مشتغل بالقرآن الكريم ، فمن أخل بشئ من ذلك فقد أخل بالواجب فيكون آثما وإلى هذا الحكم أشار ابن الجزري بقوله :
والأخذُ بالتجويدِ حتمٌ لازم منْ لَم يُجَوِّدِ القرآنَ آثمُ.
مقدمه عن علم التجويد
المراد بالتجويد
التحسين والإتقان و إعطاء كل حرف في القرآن الكريم حقه ومستحقه
وانعقد إجماع علماء التجويد على أن القرآن الكريم أنزله الله بالوحي مجودا وأن الرسول صلى الله عليه وسلم تلقاه من جبريل عليه السلام مجودا ، ثم قرأه على أصحابه وأقرأهم إياه مجودا . ولهذا كان تعلم التجويد واجبا . ويستدلون علي الوجوب بقول الله عزوجل : (وَرَتِّلِ القرآنَ تَرْتِيلا ). المزمل[4]
والأخذُ بالتجويدِ حتمٌ لازم منْ لَم يُجَوِّدِ القرآنَ آثمُ .
والمراد : قراءته بتؤدة وطمأنينة وتدبر وذلك برياضة اللسان والمداومة على القراءة بترقيق المرقق وتفخيم المفخم وقصر المقصور ومد الممدود وإظهار المظهر وإدغام المدغم وإخفاء المخفي وإخراج الحروف من مخارجها وعدم الخلط بينها ، كل ذلك دون تكلف أو تمطيط ..