روان المسك عضو مجتهد
عدد المساهمات : 176 نقاط : 6001 العمر : 38
| موضوع: خديجة بنت خويلد رضي الله عنها الخميس يوليو 16, 2009 9:08 am | |
| السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها أول زوجة للرسول صلى الله عليه و سلم تزوجها ولها من العمر اربعون سنة وهو في الخامسة والعشرين وهي أم أولاده زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة والقاسم والطاهر ولم يعب الرسول من غيرها إلا مارية القبطية التي ولدت له إبراهيم ولم يتزوج عليها ابدا حتى ماتت في حياته صلى الله عليه و سلم.
كانت أم المؤمنين خديجة من بيت عز وجاه فنشأت على التخلق بالاخلاق الحميدة الفاضلة وكانت ذات عقل راجح وأمر نافذ وبصيرة قوية بالامور بالاضافة الى غناها من تجارتها حيث كانت تاجرة شهيرة يعمل في مالها رجال كثيرون في مكه. عمل عندها الرسول صلى الله عليه و سلم في بدايات شابه فرأت فيه صفات الادب والكمال والصدق والطهارة والامانة وقد أربح تجارتها أضعاف ما ربحت من قبل فأعجبت به وخطبته لنفسها فوافق وتزوجها.
كانت أول من آمن بالرسول صلى الله عليه و سلم من النساء وكانت خير معين عندما كذبه قومه وآذوه وهي صاحبة أعظم كلمات يسجلها التاريخ بأحرف من نور لما جاءها خائفا وجلا يرتعد ويخبرها بأمر نزول جبريل عليه في الغار فقالت : كلا والله لن يخزيك الله أبداء ، إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدم وتقري الضيف وتعين على نوائب الدهر.
انفقت أم المؤمنين خديجة كثيرا من مالها على رسول الله صلى الله عليه و سلم وساندته بكل ما تملك ووقفت بجانبه تذب عنه كل ما يمسه من سوء وكفاها شرفا وفخرا أن الوحي بدأ ينزل على زوجها وهي في كنفه وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحبها كثيرا وظل يذكرها حتى مع نسائه من بعدها ويقول : (كانت خديجة خير نساء العالمين وإن لخديجة بيتا في الجنة من قصب – لؤلؤ مجوف – لا صخب فيه ولا نصب وإني لأعرف فضلها) يروى أن السيدة عائشة أم المؤمنين قالت لما أخذتها الغيرة من كثرة ذكر الرسول لها : (قد أبدلك الله خير منها فقال صلى الله عليه و سلم : ( ما أبدلني خيرا منها لقد آمنت بي حين كفر الناس وأشركتني في مالها حين حرمني الناس ورزقني الله منها الولد) قالت عائشة : فقلت في نفسي لا أذكرها بسيئة أبدا وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم كثير الاعتراف بفضل خديجة وجميلها ومعروفها وعشرتها الطيبة معه حتى بعد مماتها فكان يذبح الذبيحة ويقسمها أنصبة ويبعث ببعضها الى صحبات خديجة وفاء لها وبرا بها وكانت عائشة تقول : (مارأيت خديجة قط ولكني كنت أغار منها أكثر مما غار من غيرها لكثرة مدحه صلى الله عليه و سلم لها وثنائه عليها).
توفيت أم المؤمنين خديجة بمكه قبل الهجرة بثلاثة أعوام ولها من العمر خمس وستون ودفنت بالحجون بمكه وسمى العام الذي ماتت فيه هي وابوطالب عم الرسول بعام الحزن لفرط حزنه صلى الله عليه و سلم عليها وعلى عمه ، فقد كانا خير معينين وخير مؤازرين له وتحمل رسول الله صلى الله عليه و سلم بعدهما المصائب والنكبات الثقال وصبر على المكاره حتى سرى الله عنه بحادث الاسراء والمعراج العظيم.
| |
|