روان المسك عضو مجتهد
عدد المساهمات : 176 نقاط : 6001 العمر : 38
| موضوع: سأموت بعد شهرين الخميس يوليو 16, 2009 4:51 pm | |
| بسمك رب بدأت و أوّل كلامي الحمد لك..إلاهي لك الحمد قدر المكان..لك الحمد قدر الزمان..لك الحمد أكثر من الإمكان..لك الحمد عدد ما كان و عدد ما يكون..لك الحمد قدر الحركات و قدر السكون..لك الحمد يا رب ملئ حبي و دمعات العيون.. نعم إخوتي..كذلك إخترت لكم العنوان..و إني لأعلم منكم أحاسيس الجنان..فمنكم من تقبلها بأشجان و رقّ له منها الجنان..و منكم من أحسبهم على خير و رضوان و سمعت قولهم بأن آستغفري ربك أمة الرحمان، فهل يعلم الآجال إلا الملك الديّان..؟ نعم ..لأنكم كذلك أحبكم في ربٍ رحمانْ..ولأنكم كذلك آرتأيت لكم ذاك العنوان..و نيتي و الله إدخال السرور عليكم..تقولون ؛ كيف؟..و السرور و الحزن لا يجتمعان؟ تقولون؛ كيف؟..و بين الموت و الحياة شتّان؟ نعم..لأنه كذلك آخترت هذا العنوان..فصبرا أخي وصبرا أختي عليّ دقائق من زمان لتفهموا عني مرادي و البيان..لنعلم أن في الموت حياة و في الحزن مسراّت.. بسم الله و خير الأسماء الله.. سمعت طارقا من نفسي بأن الموت قريب مني..أراه رؤيا العين بعيون قلبي وإحساس اليقين.. أراه يأتيني واثقا من نفسه...ولكني أنا التي لم تثق في نفسها..قلت ماذا لو قيل لك ستموتين بعد شهرين..شهرين يا ليلى..فقط شهرين..آكتأبت و الله..رقّ قلبي لحالي و الله..خفت والله.. فسفري طويل و زادي قليل..ولم أستعدّ للمسير و لا جهزّت عدّة الرّحيل..بكت عيني على عيني..جنت روحي على روحي.. أي نفسي،كم تقولين أتوب و ما تبت..! كم تقولين أنيب و ما أنبت! نعم.. غرّتني آمانيّ الزمان والآمال حتى أثقلتني و أناءت بي الأحمال والآن فات الأوان..فقط شهرين.. تتالت عليّ صور عصياني..تتالت عليّ لوعتي و حرماني..تتال علي تفريطي و غفلتي و هواني..وكثرة الأمل و قلة العمل.. يا غافلا تتمادى غدا عليك ينادى هذا الذي لم يقدم قبل المنية زادا هل تذكر يا أخي و هل تذكرين يا أختي كم من الناس آغتبنا،وكم ممن سمعنا غيبتهم و لم نردّها لهم؟ كلنا نعلم ما الغيبة..كلنا يحفظ أحاديثها و لكننا آغتبنا..ظنّا منا أنها من اللمم و ما قلّ من الزلل..ظننا منا أنها صغيرة..وهل من صغيرة في جناب الله؟ لماذا نظرت لصغر المعصية ولم أنظر لعظمة من أعصي؟ آه كم غلبت علي شقوتي..أنا التي لطالما ردّدت لا تحقّرنّ صغيرة فإن الجبال من الحصى..أنا التي لطالما كرّرت أعظم البلايا مبدؤها النظر و معظم النار من مستصغر الشرر..ألا تعسى لحالي في زمان عصيت فيه خالقي و لم أبالي..قلت أجلي بعيد و عمري مديد و الله يزيدني ما أريد..قلت حين أحجّ سيغفر لي ما تقّدم من ذنبي..و حين أعمل سأزيد صدقاتي..و حين أتزوج سأكون من الصالحات و أستعين بزوجي على الخيرات..و حين يكون لي طفلا سأهديه لرب السموات فلأن يهدي الله بي طفلي خير من الدنيا و ما فيها..وكم حلمت..وكم سوّفت و كم أملت..واليوم أرى منيتي أمام عيني و لم يمهلني الزمن.. عظمت حسرتي..تصاعدت زفرتي..سالت دمعتي..تلوّنت أحوالي..توقف سؤالي..ضعفت قوّتي و حيلتي و حالي..عجزت قدرتي..قلت حيلتي..تاهت فكرتي..أشكلت قضيتي..ساءت حالتي و بعدت منيتي..عظم مرضي و عزّ شفائي..كثر دائي و قل معه دوائي..ما عرفت ملجئي و عوني و شفائي..يا لحسرتي و لوعتي و حرماني..يا لكربتي و فواتي.. تذكرت ظلمة قبر ليس سوى القرآن ضياؤه..تذكرت وردا لي فيه قليل و حفظا له يسير..فأي السور سأحفظ و لم يبقى سوى شهرين؟أي السور سأفسر و لم يبقى سوى شهرين؟متى سأقرؤه آناء الليل و أطراف النهار و لم يبقى سوى شهرين..لما حرمت نفسي من صف أول بالمسجد طول حياتي و آتي اليوم و كلي حنين و لم يبقى سوى شهرين؟لما آكتفيت بالنظر لوجه أمي الطاهر أرتئي منه ثوابا لعلمي أن النظر إليها عبادة؟لما لم أقبل جبهتها ليلا نهار؟لما نام أبي آلاف المرات و لم أسأله إذا كان راض عني أم غضبان؟كم و كم و كم..آه كم ظلمت نفسي.. أضف يا أخي من الأمثلة ما شئت..تكلم على لساني إن شئت..عاتب نفسك فيّ إن شئت..و لكن أقسمت عليك بالذي هو رب و ربك أن تقول؛الحمد لله الذي عافاني على كثير ممن خلق تفضيلا..قل ذلك لأني وحدي من سيموت بعد شهرين..ولكن ما رأيك أن أقول أنا أيضا الحمد لله الذي عافاني و فضلني على كثير ممن خلق تفضيلا..فما آخترت هذا العنوان إلا لنصل إلى الحمد سويا..ونأمل في الله و نعود إليه قبل الفوات.. موت التقي حياة لا انقطاع لها قد مات قوم وهم في الناس أحياء الحياة، حياة الوجدان بتقوى البارئ والإيمان، الحياة أن أحيا في الدنيا أبتغي وجه الله في كل شيء.. أرأيت إذن، كيف أن تذكر الموت هو الحياة..؟ إذا لم تصدق بعد، فأنظر لحديث حبيبك محمد و اعتبر: قام رجل من الأنصار فقال: يا نبيّ الله، من أكيس الناس و أحزم الناس؟ فقال عليه منّي و منكم صلوات من ربّي و سلاما: "أكثرهم ذكرا للموت و أكثرهم استعدادا للموت، أولئك الأكياس، ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة". صدّقت؟ فصل عليه إذن.. صلى الله على محمد، صلى الله عليه و سلم. إلاهي أقصتني السيآت من جودك و كرمك و ألقتني الحسنات بين عفوك و مغفرتك..إن رجائي لا ينقطع عنك و إن عصيتك كما إن خوفي لا يزاييلني منك و إن أطعتك.إلاهي لا أستطيع حولا عن معصيتك إلا بعصمتك و لا قوة لي على طاعتك إلا بتوفيقك.. __________________ | |
|